الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 06:49 صباحاً
نيوز أون لاين - محليات
8
❖ الدوحة - الشرق
نظّم النشاط النسائي بإدارة الدعوة والإرشاد الديني التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوة «المحجة البيضاء» اتباعاً لحملة السنة النبوية (بيضاء من وحي السماء) في مبنى الإدارة، والتي تضمنت الحديث عن ستة محاور في تعريف السنة وحجيتها بتقديم نخبة من الداعيات اللاتي تم انتقاؤهن بناءً على خبراتهن الدعوية التي تصب في هذا السياق.
جاءت هذهِ الندوة للتوعية بالسنة النبوية ومكانتها وللتعريف بحجيتها نصرةً لها مع ازدياد حملات الطعن في صحة الأحاديث والسنّة، إضافة إلى بيان كيفية اختيار القدوات بالأخص الاقتداء بالنبي ولا يوجد أفضل من التأسي بالنبي محمد ﷺ.
استفتحت الداعية إنعام الكنعاني المحور الأول بالتعريف بالسّنة وبأن لها عدة وجوه؛ سنة قولية وفعلية وتقريرية وخَلقية وخُلقية، وبالحديث عن مكانتها في التشريع كونها المصدر الثاني له حيث إنها جاءت تأكيداً للقرآن الكريم، وتفّسيرا وتبيانا وتفصيلا للمجمل وتقييدا للعام، ومثالٌ عليه قوله تعالى في كتابه «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» (سورة النساء) دون تفصيل للهيئة والوقت والصفة، وقد تأتي السنّة بأحكام لم ترد في القرآن الكريم رغم أنها تكملة لما جاء من تعاليم وتشريعات فيه، فيتخذها بعض القرآنيين حجة لتضعيف حجيتها وتعطيل أحكام الإسلام.
- مقاصد الشريعة
وفي المحور الثاني أوضحت الداعية هلة المري مقاصد الشريعة الثلاث وهي: مقاصد عامة (جلب المصلحة ودفع المفسدة) ومقاصد خاصة ومقاصد جزئية (تخص كل حكم شرعي)، كما ذكرت ارتباطها بالكليات الخمس (حفظ الدين، والعقل، والنفس، والنسل، والمال) فطبقت استخراج المقاصد من الحديث على حديث الاستئذان؛ حيث شرع من أجل حرمة عورات الناس والنظر لها.
أما في المحور الثالث تناولت الداعية منى المعاضيد الحديث عن أهمية السنة ووظيفتها، وبدأت بآية: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ» (سورة الجمعة) فالرسول ﷺ رحمة مهداة جاء لتزكية النفوس والعقول والأموال فذلك يتحقق بعد تلاوة الآيات وتعلم الحِكم والوقائع والحُكم عليها فذلك سيساعد في إصلاح الأمة.
- خدمة السنة النبوية
وفي المحور الرابع ذكرت الداعية سارة القحطاني مراحل حفظ السنة وتدوينها، وأن بدايةً المصطفى ﷺ لم يأمر بكتابة السنة خوفا من حدوث اللبس مع القرآن. وبعد وفاته ﷺ في عهد الخلفاء الراشدين لم يتم تدوين السنة أيضا لنفس السبب. ولكن في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز سنة 99 هـ أمر بتدوين السنة بسبب تداخل الأمور وخروج الطوائف، فاهتم بجمعها وإرسالها في دفاتر لحفظها.
تم التطرق لأحوال الصحابة في اتباع السنة فامتدحت الداعية سمية الخطيب في المحور الخامس صحابة رسول الله ﷺ بأنهم كانوا وقّافين عند كتاب الله وسنة نبيه ﷺ فكان شعارهم «لو أمَرْتَنا أنْ نخوضَ البحرَ لخُضْناه» وقول الصديق أبو بكر رضي الله عنه: (لئن قال فقد صدق) فكان لديهم سرعة استجابة وعدم التردد في الأمر ومثال لذلك قصة النسوة اللاتي أخذن يتصدقن بحليهن بعد أن قال الرسول ﷺ: (تصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ).
واختتمت الندوة بتقديم الداعية رنا حمد عدة نصائح لكيفية خدمة السنة النبوية؛ بأن نحب الاقتداء بالرسول ﷺ ونطبق ما جاء به ونتعلم ونعلم سنته. فالمؤمن لا يجب أن يتبع السنة بمفهوم (يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها) بل يجب تعظيمها وتفعيلها في حياتنا اليومية حتى مع أبنائنا.
مساحة إعلانية