السبت 2 نوفمبر 2024 02:47 صباحاً
نيوز أون لاين - محليات
26

هديل صابر
كشف السيد علي درويش- مساعد المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف التابع لمؤسسة حمد الطبية-، النقاب عن انخفاض نسبة البلاغات للحالات البسيطة متراوحة ما بين 10%-5% بعد تنفيذ حملة توعوية وطنية للحد من طلب خدمة الإسعاف للحالات غير الطارئة، حيث كانت نسبة إشغال سيارات الإسعاف للبلاغات البسيطة 20%، مثمنا في هذا السياق دور أفراد المجتمع الذي تفاعل مع الحملة تفاعلاً إيجابيا نتج عنه تحقيق نسب مرضية في خفض معدلات طلب خدمة الإسعاف للحالات غير الطارئة.
وأكدَّ السيد علي درويش في حوار مع «الشرق» أنَّ الحملة التي نُظمت بشأن خفض طلب سيارات الإسعاف للحالات الروتينية وغير الطارئة حققت نجاحا في رفع وعي المجتمع بالمنشآت الصحية التي بإمكانها استقبال هذه الحالات أو التي بإمكانها تلقي الخدمة الطبية في المراكز الصحية، فالمرافق الصحية عديدة ومنتشرة في مناطق الدولة، فعدم معرفة الأفراد بتنوع المرافق الصحية، يجعلهم أكثر اعتمادا على طلب خدمة الإسعاف، وهذا ينعكس سلباً على الخدمة لاسيما عندما تكون الحالة غير طارئة وغير عاجلة، بالتالي في حال انشغلت خدمة الإسعاف بالحالات كافة سيؤثر هذا على عدد سيارات الإسعاف في تلبية نداء بلاغات للحالات الطارئة، فكانت الحملة لإعادة التعريف بخدمة الإسعاف، والتوصية بطلبها في الحالات الطارئة والعاجلة، والتذكير بالمرافق والمنشآت الصحية القادرة على خدمة الحالات غير الطارئة.
مستجدات خدمة الإسعاف
وحول المستجدات المتعلقة بخدمة الإسعاف، أشار السيد علي درويش إلى أن خدمة الإسعاف كغيرها من الخدمات الصحية التي تواكب التطور في هذا المجال من خلال طريقة التصدي للبلاغات، أو سبل استخدام المعدات الطبية المساعدة للمرضى في سيارة الإسعاف، فضلا عن التقنية التي تلعب دورا مهما في سيارات الإسعاف، حيث عززت الخدمة الأسطول الإسعافي بجهاز القياسات الحيوية للمريض والذي تم ربطه بالمستشفيات المستقبلة للمرضى ليتم عرض الإجراءات التي قدمها المسعف للمريض خلال رحلة انتقاله من موقع البلاغ إلى المستشفى الأقرب وهذا يلعب دورا مهما في استعداد الفريق الطبي الذي سيتلقى الحالة خاصة إن كانت الحالة خطيرة تجنبا لأي تأخير وإدخال المريض إلى القسم المتخصص، لافتا إلى أنَّ هذا الإجراء يسهم في تسريع عملية استقبال المريض وبالتالي قدرة سيارة الإسعاف التي أقلته لاستقبال بلاغ آخر دون تأخير، ومن التقنيات الأخرى هو جهاز الإنعاش القلبي فكان المسعف يقدم هذه الخدمة بطريقة تقليدية مستخدما المسعف يديه لإنعاش المريض، أما الآن فجهاز الإنعاش القلبي الحديث يقوم بهذه العملية بطريقة أوتوماتيكية فما على المسعف سوى توصيل الجهاز بالمريض ليتولى الجهاز عملية الإنعاش القلبي للمريض حتى يقوم المسعف بمهام أخرى، مشيرا إلى أنَّ الجهاز متوفر في سيارات الإسعاف كافة حتى سيارات نقل المرضى عكس بعض الدول الذي لا توفره بكامل أسطولها الإسعافي. وأضاف السيد علي درويش قائلا» إنَّ مؤسسة حمد الطبية تحرص من خلال القائمين على خدمة الإسعاف للحضور والمشاركة في المؤتمرات الدولية للاطلاع على أحدث التقنيات في مجال خدمة الإسعاف سواء لتسريع الوصول للبلاغ أو المعدات التي تتضمن سيارة الإسعاف والتي تهدف لإنقاذ حياة المريض، إلى جانب تحديث التقنيات المستخدمة في خدمة الإسعاف ومن بينها التحكم في إشارات المرور بالتعاون مع الجهات المعنية في حال التوجه إلى المصاب أو التوجه للمستشفى وكانت الحالة خطيرة، فضلا عن نظام الرسائل الموجهة عبر المذياع لمستخدمي الطريق بعدة لغات وهي رسالة بسيطة –خلفك إسعاف- لإفساح الطريق لسيارة الإسعاف. وعرج السيد علي درويش على التقنيات التي تعمل بسيارات الإسعاف لتنبيه المسعفين عن النواقص التي من المهم توفرها في سيارة الإسعاف قبل التوجه إلى أي بلاغ بطريقة آلية حيث إن كل ما يتم استخدامه في سيارات الإسعاف هو معرف برموز «أكواد» حتى عند استخدامها يظهر للمسعفين تنبيهات على نقص الأدوات أو الادوية التي استخدمت في بلاغ آخر.
عدد البلاغات وسيارات الإسعاف
وحول عدد الحالات التي يتم استقبالها ما يقارب 1200 بلاغ يوميا، إلى جانب حالات نقل المرضى من المنازل إلى المرافق الصحية أو من المرافق الصحية إلى المنازل، كما يتم استقبال قرابة 4 بلاغات إسعاف جوي يوميا للحالات الطارئة.
وأشار السيد علي درويش إلى أنَّه يقدر عدد سيارات الإسعاف في العمليات اليومية حوالي 125 سيارة إسعاف ما بين التوجه للبلاغات وما بين نقل المرضى، لذا دوما هناك ما لا يقل عن 3 أضعاف عدد السيارات التي تخدم في العمليات تحسبا لأي طارئ فهذه هي الاستراتيجية المعتمدة لدى خدمة الإسعاف، إذ يعد من الأمور المهمة لتلبية احتياجات الدوحة ومناطقها جميعها، لذا من المهم زيادة عدد السيارات، لذا نحتاج إلى أن نواكب زيادة التوسع الجغرافي، لكن الزيادة السكانية لا تحكم في زيادة عدد السيارات بل الذي يحكم هو زيادة عدد البلاغات الموازي لزيادة عدد السكان، أما الإسعاف الطائر أو الجوي فهناك 3 طائرات إسعاف جوي، طائرتان تعملان في الخدمة وواحدة في الاحتياط ويختص الاسعاف الجوي لنقل المرضى من خارج الدوحة إلى مستشفى حمد العام، كما تستطيع تغطية المناطق البحرية والجزر ضمن المياه الإقليمية لدولة قطر.
وقت قياسي
أما فيما يتعلق بالوقت القياسي لوصول سيارة الإسعاف، أشار السيد علي درويش أن الوصول إلى أي بلاغ في مدينة الدوحة في فترة لا تزيد عن 10 دقائق، وخارج مدينة الدوحة في زمن لا يزيد عن 15 دقيقة، مؤكدا أن الدور المهم هو أن زيادة التقنيات وتحديث سيارات الإسعاف لعب دورا مهما في هذا الجانب فخلال السنوات الماضية كانت سرعة الاستجابة للبلاغات اليومية وفق أقل زمن بنسبة 95%، وهذا بفضل التعاون مع أفراد المجتمع.
تقييم الأداء
أما من حيث تقييم الأداء، أوضح السيد علي درويش قائلا « إننا نقوم بمراجعة البيانات بصورة دورية لقياس مدى الاستجابة للبلاغات، وبالتالي يتم حصر الفرائض والتوجه للجهات المستجيبة معنا والتعاون المشترك للتغلب على التحديات وتطوير الإيجابيات، فعلى سبيل المثال لا الحصر إن كان التأخير يتكرر لسبب محدد قد يكون بسبب إشارة مرور محددة، أو شارع فيتم النقاش مع الجهات المختصة لحل المشكلة والتغلب عليها، وخدمة الإسعاف لها قسم خاص بالجودة يختص بدراسة التحديات التي قد تعرقل الوصول للمريض لبحث الحلول والتغلب عليها، كما أن لدينا ما يعرف بالرصد الحي لحركة الأسطول لتقييم الأداء، فضلا عن تقديم العديد من الدورات التدريبية للمسعفين لتأهيلهم وتطوير مهاراتهم باستخدام التقنيات الحديثة.»
الأحداث الكبرى
وحول دور خدمات الإسعاف في الأحداث الكبرى... تم استحداث قسم جديد في خدمات الإسعاف منذ 10 سنوات باسم قسم المناسبات ومهامه هو إعداد الخطط والاستراتيجيات لقسم الإسعاف المتعلقة بالأحداث الكبرى وخارج العمليات اليومية بما فيها المناسبات الرياضية، الاحتفالات الوطنية، ليتسنى لقسم العمليات التركيز على العمليات اليومية، والسماح لقسم المناسبات بالنظر الدقيق لدراسة كل مناسبة أو حدث كبير للتعاون المستمر مع الهيئة المختصة أو الراعية للحدث وتوفير التغطية الإسعافية للحدث بعيدا عن العمليات اليومية، وكان لها التأثير العميق والذي أثبت جدارته في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وأيضا أثبت جدارته في احتفالات الأيام الوطنية، إذ أنَّ القسم يدرس المناسبة أو الحدث، ويحدد نوع التغطية الإسعافية، ومدى حاجة الحدث لأي أنواع من أنواع خدمات الإسعاف لنقل المصابين سواء سيارات إسعاف أو سيارات الجولف للمناطق التي يصعب على سيارة الإسعاف الدخول إليها، والربط ما بينها وبين مركز القيادة الوطنية، وإنشاء المستشفيات الميدانية، كما يجتمع مع الرعاة لمناقشة الخطة الإسعافية، وبالفعل فإن وجود قسم المناسبات عادة ما يقوم على الاستعداد لأكثر من حدث في اليوم الواحد، وحقيقة تجربتنا في كأس العالم أسهمت في زيادة خبراتنا وصقلت طاقمنا الإسعافي.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية