الأحد 15 سبتمبر 2024 10:49 مساءً
نيوز أون لاين - قال الشاعر السورى نورى الجراح، إن مصر متقدمة فى أدب الرحلات رغم تراجعه في الدول العربية الأخرى، فهى كيان كبير مكتفى بذاته، ومركزية مصر الثقافية موجودة ولا يمكن إغفالها، موضحا أننا أصبحنا نرى دراسات فى مصر لرحالة غير مصريين ذهبوا إلى الحج، ومنهم رحالة سوريين ورحالة آخرين من مختلف الدول.
وأضاف "الجراح" خلال أمسية أدبية بعنوان "مصر وجغرافيتها الحضارية منطلقا ومعبرا وموئلا للرحلة" بمناسبة الاحتفال بمرور ربع قرن على اطلاق جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، والتي أقيمت بمكتبة البلد، أن جائزة ابن بطولة التى بدأت بثلاثة أو أربعة فائزين ووصلت إلى 140 جائزة سلمت للفائزين على مدار سنواتها.
ولفت الشاعر نوري الجراح إلى أن أفرع الجائزة تنوعت خلال تلك السنوات، ومن ثم زيادة عدد الفائزين سنويا، نظرا للأعمال الكثيرة التى تتقدم للترشح وتكون جودتها عالية، مشيرا إلى أنه من "العيب" وضع مراكز مثل الأول والثانى أو أن تمنح الجائزة مناصفة، لأنه لا يليق بالكتاب والباحثين العرب.
وأشار "الجراح" إلى أنه يعتبر الجائزة من الجوائز الفقيرة على الرغم من قيمتها المعنوية الكبيرة، موضحا أن قيمة الجائزة الآن 2000 دولار فقط و1000 دولار للناشر، ولذلك هى جائزة فقيرة نوعا ما، وليست كبيرة مقارنة بالجوائز الأدبية الأخرى، لكنه عاد وأكد أن جائزة ابن بطوطة هى جائزة فريدة من نوعها بفضل كل من شارك ويشارك بها، فأصبح أدب الرحلة من الأداب الموجودة والهامة وليس بسبب القائمين عن الجائزة بل بسبب المشاركين والمنفذين للأعمال المشاركة.
ووصف الجراح مصر بالجوهرة المشعة، كلما اقتربت أو ابتعدت عنها تجدها مشعة، مشيدا برحلات "شيخ العروبة"، أحمد زكى النجار باشا الذى عاصر كبار أعلام النهضة العربية كرفاعة رافع الطهطأوى وجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا ومحمد كرد علي، تأثر بهم وأثّر فيهم، موضحا أن رحلته لم تكن تعبر عن دهشة بالغرب ولكن عن تقدير، وقد احتوت على وصف ومعلومات وملاحظات وأفكار رصدت جوانب عديدة من ملامح النهضة فى إنجلترا.
وسلط نورى الجراح كذلك خلال المحاضرة الضوء على حضور مصر وجغرافيتها الحضارية فى أدب الرحلة العربى من خلال المساهمة البارزة لأسماء وعلامات أثرت بمنجزاتها خزانة أدب الرحلة، وذلك بحضور ومشاركة عدد من الأساتذة ألفائزات وألفائزين بالجائزة خلال سنواتها المتعاقبة، واستعرض مختارات من الأعمال التى أنجزت فى إطار الجائزة، لافتا إلى حجم الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة تحقيقاً ودراسة، وفق وعى متنام بخطورة هذا الأدب، وأهميته فى استكشاف نظرة العربى إلى ذاته فى علاقته بثقافته، وإلى الآخر فى اختلافه الثقافي، وبالتإلى تظهير تطور الوعى بالاختلاف من خلال دراسة الظواهر الناجمة عن السفر والتواصل مع الآخر. ففى نصوص الرحلة المعاصرة واليوميات التى أنتجتها قرائح الكتاب فى مصر والعالم العربى نلحظ تطوراً فى لغة الكتابة المعاصرة، فيوميات الرحالة أخذت تميل أكثر فأكثر نحو تسجيل سفر الذات فى وجهتين: جغرافية الآخر، ودواخل الذات وأسئلتها الوجودية.
الشاعر السوري نوري الجراح
نورى الجراح