السبت 7 ديسمبر 2024 11:15 مساءً
نيوز أون لاين - يحتفل اليوم، المنظر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي، بعيد ميلاده السادس والتسعين، إذ ولد في 7 ديسمبر عام 1928، وهو أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي وأيضًا عالمٌ إدراكيٍ وعالمُ منطقٍ ومؤرخ وناقد وناشط سياسي. يعمل تشومسكي أستاذًا فخريًا في اللسانيات في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التي عمل فيها لأكثر من 50 عام. كذلك كتب تشومسكي عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام وهو مؤلِّف لأكثر من 100 كتاب.
أشار نعوم تشومسكي في كتبه إلى أن لا ديموقراطية حقيقية إلّا بأن لا يكون رأس المال موجوداً في أيدي الأقلية وحدها، بينما تتضور الأغلبية جوعاً وجهلاً ومرضاً، سواءً داخل كل دولة أو بين الدول المختلفة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تتصرف بوصفها دولة مارقة بطريقة أحادية، تخرق الأعراف والقوانين بحجّة المصالح القومية؛ تلك التي تمثّل في حقيقتها مصالح النخب الأميركية الضيّقة - وفقاً لآدم سميث - تزدري القانون الدولي والرأي العام، داخل الوطن أو في العالم.
وثّق تشومسكي السجل الإجرامي الأميركي ضدّ شعوب الأرض، من جنوب شرق آسيا إلى أميركا الجنوبية مروراً بالشرق الأوسط. ألقت واشنطن قنابل على 28 بلداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ودبّرت انقلابات في دول عدة، ودعمت الديكتاتوريات الوحشية في أخرى. الإنفاق العسكري الأميركي يعادل نصف إنفاق العالم، وهي تنشر قواعدها في 25 دولة، ما يجعلها متأهبة للتدخّل عسكرياً في أي بقعة على الكوكب.
اعتبر تشومسكي الولايات المتحدة نفسها دولة إرهابية رائدة، بحسب التعريف الأميركي للإرهاب، وناهض الصهيونية وفنّد مبرراتها وفضح مزاعمها وشركاءها. ومع أنه يهودي الديانة، تعاطف بقوة مع عدالة القضية الفلسطينية، ما جرّ عليه اتهامات بأنه "معادٍ للسامية" أو حاقد على يهوديته، إذ كيف يخون دينه ويساند الإرهاب العربي؟! شُنّت عليه حملات مكثفة وتطاولت عليه كتابات اتهمته بالكذب والتناقض.
ربما لا يعرف الكثيرون أن نعوم تشومسكى، وعلى الرغم من كونه يهوديا، فقد منعوه من دخول إسرائيل، حدث ذلك فى عام 2010، بعدما ظل ينتظر طويلاً عند معبر "اللنبي" بين الأردن والضفة الغربية، وفى النهاية تم إبلاغه بأنه لن يسمح له بالدخول، فهم يخشون محاضراته التى يتحدث فيها عما حدث فى فلسطين، وما قام به جيش الاحتلال منذ البداية، حيث يصف نكبة 48 فيقول "العالم كان يراقب ولم يفعل شيئًا، وحدث تهجير قسرى جماعى لـ750 ألف شخص (نصف سكان المنطقة)، وتم تدمير أكثر من خمسمائة قرية، وهدم عشرات المدن فى عام 1948".
لقد انشغل نعوم تشومسكى بالقضية الفلسطينية وقدم كتابا بعنوان "عن فلسطين" بالمشاركة مع إيلان بابيه، وفيه طالب بأن يتم الضغط على أمريكا وإسرائيل فى كل المحافل الدولية، لأنه يرى أن حديث إسرائيل وأمريكا عن السلام مجرد "وهم" وحيلة للمماطلة حتى تستولى إسرائيل على أراضٍ أكثر وتضمها إليها، وطالب بمقاطعة إسرائيل وأن هذا هو الحل الأقوى، ورأى أن الأفضل هو مقاطعة أمريكا أيضا، لأنها الظهير القوى للمحتل.