الجمعة 13 سبتمبر 2024 10:52 مساءً
نيوز أون لاين - تتنوع مقتنيات المتحف المصري ومنها تابوت الملكة حتشبسوت، الذى يعود إلى الأسرة الثامنة عشر، التابوت مصنوع من حجر الكوارتز الأحمر وهو حجر رملي ويبلغ ارتفاعه:100 سم أما العرض فهو 87.5 سم والطول: 245 سم، عثر عليه كل من عالمي الآثار كارتر وديفيز داخل مقبرة حتشبسوت بوادي الملوك بالأقصر.
استطاعت حتشبسوت أن تقود مصر فى فترة مهمة للغاية فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وتميز عصرها بالسلام والازدهار وتحسن قوة الجيش وتأمين الحدود المصرية وتوطيد وتنمية العلاقات والصلات الدبلوماسية والتجارية مع دول مصر المجاورة.
طبقًا للتقاليد الدينية المصرية اعتبرت حتشبسوت، خارجة على الشرعية الدينية للحكم، اذ إن الملك الحاكم يجب أن يكون ذكرًا ممثلًا للمعبود حورس رب الملكية، حتى يمنح الشرعية الدينية والقبول لدى الشعب، لذا تطلب وضع حتشبسوت بعض معالجات سياسية دينية لتحمى جلوسها على العرش، خاصة أنها بدأت وصية على عرش ملك رسمى هو تحتمس الثالث، لتصبح حتشبسوت من أهم ملوك مصر عبر التاريخ.
ويقول الدكتور سليم حسن فى موسوعته مصر القديمة إن حتشبسوت ظلت بعيدة عن تولى عرش البلاد بصفة حقيقية طوال مدة حكم زوجها "تحتمس الثاني"، وسبعة أعوام من حكم ابن زوجها "تحتمس الثالث"، وعندئذ كانت قد أحكمت مؤامرتها، واعتلت عرشَ البلاد مدة ثلاثة عشر عامًا انزوى في خلالها "تحتمس" الثالث، فلم يسمع عنه التاريخ إلا في مناسبات قليلة.
وأرادت الملكة بعد ذلك أن ترضى أهواء شعبها ولعلها أرادت أيضا أن تشبع رغبة كامنة فى صدرها، فعملت على أن ترسم على الآثار فى صورة محارب ملتح ومع أن النقوش الباقية من عهدها تتحدث عنها بضمير المؤنث، فإنها تسميها "ابن الشمس" و "سيد القطرين"، وكانت حين تظهر أمام شعبها تلبس ملابس الرجال، وتلتحى لحية مستعارة.
ولعلها كان من حقها أن تقرر بنفسها أن تكون رجلاً أم امرأة، وذلك لأنها أضحت من خير الحكام الذين جلسوا على عرش مصر- وهم كثيرون - ومن أعظمهم نجاحاً، فقد وطدت دعائم الأمن والنظام فى داخل البلاد من غير أن تسرف فى الاستبداد، وحافظت على السلم فى خارج مصر، من غير خسارة وأرسلت بعثة عظيمة إلى بونت "، وافتتحت سوقا جديدة لتجارة مصر، وجاءت بكثير من الطيبات لشعبها.
تابوت