الأربعاء 18 سبتمبر 2024 10:49 مساءً
نيوز أون لاين - قبل ثلاث أو أربع سنوات فقط، كان بوسعك أن تتابع الأخبار عن كثب دون أن تسمع عن إيلون ماسك لأيام ــ أو حتى أسابيع، ولكنه وجد طريقه ليصبح أغنى رجل في العالم، وكان بالفعل شخصية مثيرة للجدل، والآن يخوض ماسك معركة عامة شرسة مع الحكومة والنظام القضائي في البرازيل، باسم حرية التعبير، بعد أن رفض أمرًا قضائيًا بحظر العديد من الحسابات التي اتُهمت بنشر خطاب الكراهية والتضليل.
كما يعتبر إيلون ماسك شخصية رئيسية في سباق الانتخابات الأمريكية، حيث تم تعيينه لوظيفة إيجاد مدخرات في الإنفاق الحكومي إذا فاز دونالد ترامب الذي أيده بالرئاسة، وبفضل أقماره الصناعية ستارلينك، فهو شخصية حاسمة في توازن القوى بين روسيا وأوكرانيا.
ويعتبر ماسك رجل قوي بسبب ثروته وسيطرته على الصناعات الاستراتيجية، بما في ذلك إطلاق الأقمار الصناعية، ولكن لا يمكن الفرار منه بسبب الشبكة الاجتماعية التي استولى عليها " تويتر"، وأعطاه اسمًا جديدًا " x".
ونظراُ لأن ماسك أصبح شخصية محورية وجدالية، قام مراسلا صحيفة نيويورك تايمز (كيت كونجر وريات ماك) بتوثيق عملية الاستحواذ وتداعياتها المهمة الصعبة في كتاب يحمل عنوان"Character Limit "، وكل من قد يقرأ هذا الكتاب يعرف جيداً كيف سارت الأمور، يصطحب مراسلا صحيفية نيويورك تايمز، القارئ إلى كل عملية الاستحواذ المثيرة للجدل(شراء تويتر) بقيمة 44 مليار دولار.
الكتاب يتهم "ماسك" بأنه أحد أكثر الرجال سذاجة على هذا الكوكب، ويسجل الكتاب رد ماسك على أنه مكون من كلمتين: "اذهب إلى الجحيم".
في لحظات أخرى، يبدو أن مراسلى صحيفية نيويورك يعرفان تحركات ماسك الدقيقة عندما كان في المنزل مع صديقته آنذاك كلير إليز بوشيه أو المحادثات التي تجري على متن طائرته، ومن الواضح أن المعرفة المطلقة بكل شيء تجعل الكتاب مثيرا للإعجاب.
ولم يمنح "ماسك" نفسه المؤلفين فرصة إجراء مقابلة، وبعض آرائهما مستمدة من وثائق المحكمة وغيرها من التقارير، ولكن لا شك أن كونجر وماك تمتعا بقدرة لا مثيل لها على الوصول إلى مجموعة من الشخصيات من جميع الجوانب.
إن أحد التحديات التي تواجه كونجر وماك هو أنهما يرويان قصة بلا نهاية، وفقا لما ذكره موقع الجارديان.
فقد تفلس شركة إكس في غضون العام المقبل، أو تثبت أنها حاسمة في السباق الرئاسي لعام 2024، وقد تفعل الأمرين بسهولة، كما يركز الكتاب، على شركات ماسك، وصواريخه التي أطلقها إلى الفضاء هذا العام، ولديه شركات تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، وواجهات الإنسان والآلة، والمركبات ذاتية القيادة، وأكثر من ذلك.
ويصورالكتاب تمتعه بوصول غير مسبوق إلى دائرته كرجل لا يملك السيطرة على دوافعه، ولا خططه، ويحتاج بشدة إلى الإطراء، ولا يملك القدرة على فصل الحقيقة عن الخيال.
وإذا ترك السؤال مفتوحا حول سبب قيامه بما يفعله، وماذا سيفعل بعد ذلك، فربما يكون ذلك لأن لا أحد ــ ولا سيما اسك ــ يعرف حقا.
